المنجزات العمرانية للدولة الفاطمية في المغرب الأوسط

الملخص

يتناول موضوع المقال المنجزات العمرانية للدولة الفاطمية في المغرب الأوسط، حيث وجدت فيه مختلف التيارات المذهبية والسياسية مكانا مناسبا للفارين بمذهبهم وأفكارهم من السلطة العباسية في بغداد، وبذلك أصبحت البلاد أرضية خصبة لنشر تلك الأفكار وتبلورها مما سمح بظهور دويلات مستقلة في فترات تاريخية مختلفة سواء كانت ولاية تابعة للدولة العباسية في المشرق أو منفصلة عنها تتمتع بالاستقلالية والتسيير الذاتي لشؤون الحكم، ومن بين هذه الدويلات نذكر الدولة الفاطمية التي جعلت من بلاد المغرب الأوسط نواة أولى لنشر مذهبهم الشيعي بمساعدة القبائل البربرية خاصة قبيلة كتامة، وبالرغم من الثورات التي هددت استقرارا لدولة إلا أنها استطاع التصدي لها واخضع القبائل البربرية المتمردة على الدولة، كما عملت الدولة على تثبيت أركانها في البلاد وانتهجت عدة سياسات كانت تهدف إلى إعطاء الاستمرارية للفاطميين في المنطقة، من بينها تأسيس مجموعة من المدن في أماكن مختلفة من البلاد من أجل إحكام سيطرتها أكثر على المنطقة وكبح تمرد القبائل البربرية الثائرة على سلطانهم، حيث أصبحت هذه المدن فيما بعد عواصم كبرى في المنطقة ومن بين هذه المدن نذكر تأسيس مدينة المسيلة في المغرب الأوسط كقاعدة عسكرية لمنع تمرد تلك القبائل، وقد اعتمدت على المنهج التاريخي الذي يقوم على جمع المعلومات وانتقائها وهو منهج يغلب عليه الوصف وتقوم عليه كل الدراسات التاريخية والذي يرتكز بالأساس على وصف الوقائع والأحداث التاريخية وقد وظفته في وصف مدينة المسيلة، كما اعتمدت على المنهج التحليلي بهدف تحليل الأحداث المختلفة وتفسيرها من أجل معرفة أسباب اختيار الفاطميين لموقع مدينة المسيلة.