فلسفة التاريخ عند اوغست فون سيازكوفسكي أو الانتقال من فلسفة الفكر (النظرية )إلى فلسفة العمل (الممارسة)
الكلمات المفتاحية:
فلسفة التاريخ، سيازكوفسكي.، هيجل. البراكسيس.،، المستقبل. الديالكتيك، فلسفة الفعل، فورييه، الحرية.الملخص
تحدد فلسفة التاريخ عند سيازكوفسكي السير العقلي للتاريخ في المستقبل ومنه بإمكاننا أن نضع تخطيطا كليا للتاريخ في المستقبل فالتاريخ ليس الماضي والحاضر فقط كما يرى هيجل بل المستقبل أيضا أي مستقبل الإنسانية الحرة إن الفلسفة الهيجلية بحسب سيازكوفسكي Cieszkowski تتوقف على الحاضر وليس لها تأثير على مصير الإنسان حيث يؤكد سيازكوفسكي على الحركة المستمرة والمتواصلة للديالكتيك ، والتي توجه فكره نحو المستقبل بدلاً من الماضي كما كان يفعل هيجل لان من اهم عيوب فلسفة هيجل في أنها تقتصر على الماضي فقط وتستخلص قوانين التاريخ من الماضي فحسب ولكن التاريخ الحقيقي حسب سيازكوفسكي هو ما يشمل الماضي والمستقبل واذا كان هيجل قد قسم تاريخ العالم إلى ، العالم الشرقي ، العالم اليوناني الروماني و العالم الجرماني المسيحي:في المقابل ، يقترح Cieszkowski تقسيما مخالفا يتأسس كالاتي: (1) العصور القديمة ، (2) المسيحية ، (3) المستقبل حيث اتسمت العصور القديمة بالشعور والمسيحية لذا تهدف فلسفة التاريخ عند سيازكوفسكي إلى استبدال الفلسفة الهيجلية التأملية عديمة التأثير على المصائر البشرية بفلسفة للعمل فلسفة للنشاط العملي الثوري الموجه اجتماعيا حيث تستند الى قوانين التاريخ لأجل تطوير العالم و من اجل تغيير العالم كما يجب الاعتماد على قوانين التطور التاريخي وان نستنبط من الماضي والحاضر خطوط كلية للمستقبل قصد النشاط البشري بصورة عقلانية وضبط سير التاريخ على أساس ذلك لان الدور المستقبلي للفلسفة هو ان تكون فلسفة عملية ومن هنا نقل سيازكوفسكي حركة الجدل من الحاضر إلى المستقبل.و بما أن التاريخ لا يتوقف ويتميز بالاستمرار والديمومة، فإن هذا التقسيم الذي قدمه هيجل لا يمكن أن يكون مناسبًا ومتوافقا مع الديالكتيك فلا بد حسب سيازكوفسكي من تطبق ديالكتيك صارم على فلسفة التاريخ ، وهو ما لم يفعله هيجل ولم يذكر هيجل المستقبل في عمله إطلاقا إن فلسفة العمل هي فلسفة تدخل الفعل التطبيقي في اهتمامها لان المستقبل هو الهدف الجوهري للفلسفة وكذا النشاط والفعل« البراكسيس » الموجه اجتماعيا إن فلسفة العمل التي جاء بها سيازكوفسكي فلسفة تدفع الإنسان إلى صناعة المستقبل كما تتيح فلسفة الفعل للإنسان معاونة تاريخ العالم بدلا من أن يكون أداته غير الواعية كما تكمن أهمية فلسفته أيضًا في اتجاهه نحو الاهتمام بالمحايثة والمادية التي ستكون مركزية جدًا في فكر فيورباخ فضلاً عن التركيز على التطبيق العملي البراكسيس الذي يميز فكر ماركس كما كان لفلسفة سيازكوفسكي تأثيرا كبيرا على موسى هيس وباكونين وهيرزن “
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2024 مجلة العلوم الاجتماعية و الانسانية

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.