مخاطر الاضطرابات العضلية الهيكلية" MSD"في الجزائر: حالة عملية على مستوى EPH في اميزور بجاية" مستشفى بن مراد المكي"

الملخص

من أجل الإجابة عن إشكالية الرفاه في العمل، تُعدّ الحالة الصحية للموظفين مسألة أساسية في مجال الصحة المهنية، ولا سيما ما يتعلق بمكافحة جميع أنواع المخاطر المهنية التي تهدد حياة العاملين في بيئتهم المهنية. ونتيجة لغياب ظروف العمل الجيدة، تظهر مجموعة من الأمراض المهنية، من بينها اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي (MSD).

تُعدّ اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي المرض المهني الأول عالميًا، سواء في القطاع الخاص أو العام. ومن جهة أخرى، يُتناول موضوع هذه الاضطرابات في الجزائر بطريقة مقلوبة، خاصة في الوسط المهني الاستشفائي، مما يعني أنها مشكلة تنظيمية وتسييرية أكثر من كونها مجرد مشكلة صحية. وعليه، تُعدّ اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي مخاطر مهنية مرتبطة بظهور العديد من عوامل الخطر (البدنية، النفسية والاجتماعية) التي يتعرض لها مقدمو الرعاية الصحية. وهذا ما يفسر أن الوقاية منها تُعدّ ضرورة وحتمية، وهي التزام يقع على عاتق الجميع، انسجامًا مع واجب السلامة.

بناءً على ذلك، يهدف بحثنا إلى الإجابة عن التساؤلات التالية: هل تستطيع المؤسسات الصحية مكافحة المعاناة الجسدية الناتجة عن العمل؟ وما هي المقاربة الوقائية الكفيلة بالحد من آثار اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي؟ وهل يأخذ المستشفى هذه الاضطرابات على محمل الجد؟

ولإنجاز هذا البحث، اعتمدنا على الجمع بين المنهجين الكيفي والكمي، لما يوفره ذلك من تكامل يساعد على تحليل النتائج وتفسيرها بشكل أدق. كما تم اعتماد منهج «إيتامامي» (itamami) من أجل فهم أعمق لمشكلة اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي داخل مستشفى أميزور، باعتبار أن هذا الوسط المهني، ولا سيما المهن الطبية، معرض لمخاطر هذه الاضطرابات. وهذا ما يبرز أن الوقاية من هذه المشكلة تُعدّ ضرورة لضمان صحة ورفاهية العاملين، وكذلك لتحسين ظروف العمل داخل مستشفى بن مراد المكي، مع احترام المعايير والقواعد الأرغونومية.