المفارقة وجمالياتها في الخطاب الإصلاحي عند الشيخ محمد البشير الإبراهيمي

الملخص

يعد أسلوب المفارقة واحدا من أكثر الأساليب البلاغية التي يتخذها الكتاب والشعراء حصنا وملجأً للتنفيس عن مكبوتاتهم والتعبير عما يجيش في خواطرهم، لما يملكه هذا الأسلوب من استراتيجيات فنية تعمل على إخفاء دلالات خاصة وراء المعاني، إما بلفظ أو موقف أو سياق تظهر من خلالها مفارقة الواقع بأسلوب اللاواقع، وقد جعل الإبراهيمي من هذه التقنية الأسلوبية حساما مصلتا في وجه الاحتلال الفرنسي وفلوله لكشف مخططاتهم، كما صور بها رؤيته لواقعه الفردي والجمعي بأقل الألفاظ وأغزر المعاني، وهذا من شأنه إثارة المتلقي ودفعه إلى محاولة استكناه دلالات المفارقة وسبر أغوارها والكشف عن تشكيلاتها الفنية، وتهدف هذه الورقة إلى الوقوف على بعض تطبيقات ظاهرة المفارقة وأثرها الجمالي الذي خدم شعرية الخطاب الإصلاحي في نثر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي.