مغارات الفراشيح بالظهرة بمستغانم

الملخص

يهدف هذا المقال إلى التركيز على إحدى الجرائم البشعة التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي في مغارات الفراشيح بمنطقة الظهرة بولاية مستغانم، والتي حدثت من الفترة الممتدة من يوم السابع عشر إلى العشرين من شهر جوان من عام 1845م، حيث أننا تتّبعنا وقائع هذه المحرقة الأليمة من خلال استقراء مختلف المصادر التاريخية التي أشارت إلى أحداثها بالتفصيل، والمتمثلة أساسا في كتابات بعض الرحالة الأجانب وكذلك تقارير القادة الفرنسيين الذين عايشوا الجريمة بكل مراحلها وتفاصيلها، بالإضافة إلى كتابات الصحافة العالمية التي تفاعلت مع هذا الحدث التاريخي وساهمت بشكل فعّال في فضح الاحتلال الفرنسي أمام الرأي العالمي، الذي أراد التستر عن هذه الجريمة بطمس الأدلة المادية، لكنه فشل بكل مرارة ونجحت الصحافة في نشر وقائعها، مما خلق ذلك ضجة كبيرة في الساحة السياسية والإعلامية الدولية، كما أننا اعتمدنا على جمع الأدلة المادية الأثرية بمختلف أنواعها من الموقع الأثري، والتي مازالت شواهدها محفوظة إلى غاية اليوم، حيث أننا حاولنا توثيقها من خلال الدراسة الميدانية، التي ساعدتنا في وصف المغارة وما بقي فيها من أدلة مادية وكذلك أخذ الصور الفتوغرافية قدر المستطاع، وهي من الأهداف المسطرة التي نسعى إلى تجسيدها من خلال هذه الورقة البحثية، بكل شفافية ومصداقية علمية.