ملاحظات حول بعض حالات الرشوة في كتاب"الحرب اليوغرطية" لسالوستيوس

الملخص

يحوى كتاب "الحرب اليوغرطية" لمؤلفه سالوستيوس على أخطاء ومغالطات كثيرة في الجانب التاريخي والجغرافي كما يؤكد جل الدارسين والناقدين ، ومن بينها إتهامات بالرشوة صدرت في حق يوغرطة و قناصلة روما، حيث برر انتصارات الملك النوميدي عليهم بجشع القناصلة وقادة الجيش الذين خسرو مواجهات عسكرية مع الملك، ويتفق الدارسون على كون سالوستيوس فضل الإنتقام من حكام روما الذين أقصوه من الحياة السياسية من خلال هذا الكتاب، وأنا من جانبي حققت في ظاهرة الرشوة هذه لإنصاف الملك وتبيان حقيقة الإنتصارات التي كانت ميدانية وليست في الكواليس، لا أنفي بهذا وجود الرشوة خلال هذه الحرب ولكن وضعت تحت الدراسة النقدية بعض الحالات، خاصة في ظل تأكيد الزيف الذي يكتنف روايات سالوستيوس السابقة لهذه حيث كان دائما يتحدث عن فساد القناصلة وأعضاء مجلس الشيوخ وميولهم للجشع وتقديم مصالحهم على مصلحة الجمهورية الرومانية ، ويهدف هذا المقال إلى نقد بعض حالات الرشوة التي يحتمل ان تكون باطلة بدليل الوقائع التاريخية والكشوفات الأثرية التي من شأنها تكذيب بعضها إن لم نقل كلّها ، حيث سأتطرق إلى الحالات التي فيها لبس أو دلائل عن بطلانها، كما سأحاول إظهار الأسباب الفعلية لإنتصارات يوغرطة وتفوقه على القادة الرومان ، ويعالج المقال إشكالية أساسية مفادها: إلى أي مدى يمكن تصديق سالوستيوس في حديثه عن رشوة يوغرطة لقناصلة وقادة الجيش الروماني خلال حربه ضدّهم ؟ أما الإشكاليات الفرعية فهي كالتالي: هل فعلا كانت الرشوة الملاذ الوحيد للملك لتحقيق إنتصاراته؟ ولماذا يصر سالوستيوس على إظهار الملك في صورة الراشي والقناصلة في دور المرتشي؟ ما هي الخلفيات والسياق العام الذي كتبت فيه هذه الرواية و ما هو الهدف منها؟