شعرية اللغة في القصيدة الشعبية .
Mots-clés :
الشعر الشعبي ; اللغة الشعرية ; جمالية اللغة ; الألفاظ الموحية ; اللغة البسيطة ; الأفكار والأحاسيس ; الشاعر والنصRésumé
الشعر نص لغوي، لكي يتشكل المعنى الشعري لابد من بناء لغوي، ينتقي الشاعر ألفاظه بحسّه المرهف ومن وحي تجاربه الخاصّة حسب نفسيته. ويقوم ذلك المعنى في صورة يتذوّقها المتلقي وينفعل بها ويتأملها تأملا مثيرا لخياله. فالمشاعر والأحاسيس والأفكار والمعاني تظلّ عناصر غير شعرية حتى تتشكل في أبنية لغوية خاصة. وأن هذه الأفكار والأحاسيس تمتزج بهذه الأبنية اللغوية وتتلاشى فيها. وبهذا المفهوم تكون اللغة كائنا حيّا يحمل نغم التجربة وغنّتها من خلال الطاقات التي تبدعها يد الشاعر. فتكسب بذلك روحا شعرية تسكن نفوس متلقيها وتنقل عدواه إليهم. الذي لا جدال فيه أن اللغة تعدّ عنصرا هاما في بنائية القصيدة في الآداب الإنسانية جميعا، ففي أرضها تتجلى عبقرية الأداء الشعري، ومن لبناتها تبنى المعمارات الفنية التي تتآزر على إبداعها مجموعة عناصر متعاضدة متلاحمة. ونحن إذا اعتبرنا كل تعبير باللهجة الدارجة شعرا شعبيا، فذالك سيقودنا حتما إلى عدّ الكلام السائر الذي يتبادله الناس في الأسواق وفي البيوت أدبا شعبيا. وعلى ذلك فليس كل ماكتب أو قيل بوزن وقافية وبلهجة دارجة يسمى شعرا شعبيا. إنما الشعر الشعبي هو الذي انكب فيه أصاحبه على اللغة ومفرداتها يبتدعون منها تراكيب جديدة جدّة تجاربهم الشعورية وتفردها، يسكبون فيها مراراتهم الثقال ولوعاتهم السود، فتبدو عبقرياتهم في نظمهم للكلمات في أساليب بارعة ذات الإيحاءات الصوتية المشعة العاكسة لنغم العواطف الفياضة النابعة من التجارب الإنسانية. وفي دفاتر التراث نجد كثير من الشعراء الشعبيين ، ممن اهتمّ اهتماما بالغا باللغة سواء على مستوى المفردة أو على مستوى التراكيب، شاحنين مفرد اتهم بطاقات إيحائية بالغة الثراء، حتى صارت اللغة عندهم اكتشاف فني رائع، يتسع للتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم. ودون شك أن هذا سيتحقق من خلال القصائد التي ستكون محور الدراسة.