الأسطورة، التاريخ والأعجوبة في سيرة بنو هلال

الملخص

إن الهدف من هذه الدراسة هو فهم العلاقة بين الأسطورة والتاريخ في سيرة بنو هلال كما تداول في شرق وجنوب الجزائر. وسيتم تقديم تحليل الخطاب في هذه القصص المجزأة وهو منهج يهدف قبل كل شيء إلى معرفة البعد الحقيقي لهؤلاء الشخصيات الملحمية وعلى وجه الخصوص شخصيتي "ذياب وجازية" في هذه السيرة وبذلك دراسة ما يعرف "بأسطرة" التاريخ وإعادة قراءة النظرية المعروفة باسم "الكارثة الهلالية". وانطلاقا من هذا الهيكل، بالانتقال من الجماعي إلى الفرد، هناك أيضًا اختزال، ينتهي بأغنية، يحول الزوجين المحاربين إلى زوجين محبين. ويظهر التمسك الجماعي بهذه الترنيمة الجديدة في الحياة، وهو سؤال يجيب عليه العامة باعتراف اجتماعي مما يعطي إعادة قراءة التاريخ بنظرة أسطورية. ولعبة اللامركزية الجماعية تجعل من الممكن عدم الحفاظ على الطابع المقدس للأسطورة مع القصة التأسيسية وبذلك نشهد نوعًا جديدًا من العلاقة مع هذه القصص، وهي علاقة تتميز بالتخفيف من الملحمة إلى الاعجوبة لكن تبقى الحقيقة أن درسًا جميلًا يُعطى لنا، يضع الشعر والشاعر في قلب القصة، وبالتالي في العالم. وبعيدا عن البعد الحربي والقتالي لسيرة بنو هلال ترسخ أولوية الحوار كمصدر لتنمية الخيال وبذلك الأسطورة وربما نشهد نوعا جديدا من الملحمة المعتمدة على لغة الخطاب الأسطوري الذي يتداخل فيه التاريخ مع الأعجوبة.