فعالية النشاط الرياضي الترويحي في تحقيق الصحة النفسية للمعاق حركيا
Mots-clés :
النشاط الرياضي الترويحي الصحة النفسية المعاق حركياRésumé
خلق الله الإنسان في أحسن تقويم و في أحسن صورة و لحكمة ما يراها الخـالق سبحانه و تعالى يسلب الإنسان إحدى تلك النعم أو بعضها القليل أو الكثير، وسلب إحدى هذه النعم الكثيرة هو في حقيقته نوع من الإعاقة، و المعاق هو ذلك الإنسان الذي سلب منه وظيفة أحد الأعضاء الحيوية في جسمه نتيجة مرض أو إصابة أو بالوراثة، و نتج عن ذلك أنه أصبح عاجزا في تحقيق احتياجاته، فالإنسان آية من آيات الله تعالى جباه قدرات فائقة و مواهب كامنة . لقد حظي في مجال التربية ذوي الحاجات الخاصة اهتماما بالغا في السنوات الأخيرة و يرجع هذا الاهتمام إلى الاقتناع المتزايد في المجتمعات المختلفة بأن ذوي الحاجات الخاصة لهم الحق في الحياة، وفي النمو إلى أقصى ما تمكنهم منه قدراتهم و إمكانياتهم هذا ويقاس تقدم الأمم اليوم بما تقدمه لذوي الحاجات الخاصة للوصول بهم إلى استعداداتهم الحقيقية، و تنميتها وفق ما يستطيعون . لذا تبني المجتمع الدولي من خلال الإعلان العالمي " التربية للجميع " إلزام الدول المختلفة بتوفير حاجات التعلم الأساسية التي يحتاجها المعاق من أجل البقاء و تنمية كافة قدراتهم و العيش و العمل بكرامة و المساهمة الفعالة في عملية التنمية و تحسين نوعيـــة حياتهــم، و اتخاذ القرارات اللازمة لتأمين فرص تعليمية متكافئة لجميع فئات المعاقين باعتبارها جزء من النظام التربوي . و قد عرف الإنسان منذ القدم القيمة الإيجابية لممارسة الرياضة كعلاج للمرض و المعاقين، حيث أن حركة الجسم ذو تأثير فعال في تخفيف الألم، كما أن لها دورا في علاج كثير من الأمراض في مختلف مراحل العمر للأصحاء و المعاقين، حيث ثبت أنها أحسن وسيلة للاحتفاظ باللياقة و القدرة على أداء الأعمال بكفاءة، و قد بدأت المجتمعات منذ الحرب العالمية الثانية في الاهتمام بالمعاقين عندما أصيب ملايين من الأفراد بإعاقات مختلفة نتيجة الحروب و أصبح هناك ضرورة لتأهيل هؤلاء الأفراد حتى تتلاءم مع قدراتهم و درجة إعاقاتهم، لدلك بدأ الاهتمام بالتأهيل الطبي و الاجتماعي للمعاقين و بدأت الحكومات تهتم برعايتهم و تأهيلهم و ذلك بتوفير العديد من المجالات الرياضية و الترويحية . وكانت للرياضة دورا أساسي في حياة المعاقين، فهي أهم مطلب ضمن متطلبات الحياة البيولوجية و إلا دفعوا ثمن عدم الحركة من صحتهم و أعمارهم، فالمعاق الذي يجلس على كرسيه و ينعزل عن عالمه بدون حركة و نشاط فتتصلب شرايينه و تخور عظامه، و تحدث له أمراض القلب و السكر و السمنة فالرياضة البدنية ضرورية للمعاق في جميع مراحله و أنواع إعاقته لأنها خير وسيلة للمحافظة على الصحة العامة . و يرى " جون ديوي " أن النشاط الرياضي يعد نشاطا هادفا و بناءا، إذ يساهم في تنمية المهارات و القيم و الاتجاهات التربوية و المعرفية لدى الفرد الممارس لنشاطه ومن ثم فإنه يساهم في تنمية و تطوير الشخصية عند الفرد، لذا فقد تزايد الاهتمام بالنشاط الرياضي و تعددت مجالاته، و نذكر منها النشاط الرياضي الترويحي . إن النشاط الرياضي الترويحي يعد وسيلة ناجحة للترويح النفسي للمعاق فهو يكسبه خبرات تساعده على التمتع بالحياة و تحقيق الصحة النفسية و يتعدى أثر المهارات الترويحية إلى الاستمتاع بوقت الفراغ في تنمية الثقة بالنفس، و كذا التفاؤل بمستقبل زاهر، و عمل صداقات تخرجه من عزلته و تدمجه في المجتمع . كما يعتبر عاملا من العوامل التي تؤدي إلى الارتفاع بالمستوى النفسي إذ تكسبه الفرح و السرور، و تمنح له الشهور بالسعادة و الرضا و تخلصه من الملل و الكره . و لقد أصبح النشاط الرياضي الترويحي يشكل مجالا هاما في حياة الأطفال المعاقين إذ عرف تطورا مذهلا نظرا للاهتمام المتزايد من طرف المربين و الأخصائيين الاجتماعيين بهذا الجانب باعتباره وسيلة تربوية علاجية في رعايتهم و تأهيلهم في المركز التربوية المتكلفة بتربية و رعاية الأطفال و المعاقين حركيا . إن إيماننا القوي بأهمية برمجة ها النشاط ضمن البرنامج التربوي الشامل لهذه الفئة بما تعانيه من معوقات جسدية، حركية، نفسية و اجتماعية جعلنا نقوم بدراسة هذا الموضوع و الذي نتناول فيه فعالية النشاط الرياضي الترويحي للأطفال المعاقين حركيا في المراكز التربوية بهدف تحقيق الصحة النفسية .