تتناول هذه الدراسة أثر الحوكمة على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) في ست دول خليجية خلال الفترة من 2000 إلى 2023. وقد تم بناء مؤشر مركب للحوكمة باستخدام ستة من مؤشرات البنك الدولي عبر أسلوب تحليل المكونات الرئيسية (PCA)، كما طُبِّق نموذج "انحدار المئينات للبيانات المقطعية الزمنية" مع مراعاة الآثار الثابتة للدول، وذلك لتفسير التأثيرات المتباينة عبر المستويات المختلفة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث نُفذت جميع التقديرات باستخدام برنامج R الإحصائي.
تُظهر النتائج أن الحوكمة ليس لها دور معنوي عند المستويات المنخفضة والمتوسطة من الاستثمار الأجنبي المباشر، إلا أن أثرها يصبح إيجابياً وقوياً عند المستويات المرتفعة من التدفقات. ومن الناحية الاقتصادية، يشير ذلك إلى أن الحوكمة الرشيدة ليست المحفز الرئيسي لجذب الاستثمارات الأولية، والتي غالباً ما تقودها الموارد الطبيعية أو فرص السوق في منطقة الخليج. وبدلاً من ذلك، تكتسب الحوكمة أهمية محورية بمجرد تلقي الدول لتدفقات استثمارية ضخمة، حيث توفر الشفافية والاستقرار وحماية المستثمرين. وبهذه الطريقة، تعمل الحوكمة كعامل تعزيز يدعم استدامة وتوسيع تدفقات الاستثمار بدلاً من كونها نقطة انطلاق لها.