نمط الحياة الخامل وعادات الأكل كعوامل خطر للإصابة بالسمنة لدى المراهقين.
الكلمات المفتاحية:
نمط الحياة، عادات الأكل، عوامل الخطر، السمنة لدى المراهقينالملخص
في العقود الأخيرة، أصبح السمنة نادرًا بشكل متزايد في العديد من البلدان، ولم تعد مجرد مشكلة تجميلية مرتبطة بالإفراط في تناول الطعام. تُعرَّف السمنة بأنها اضطراب أيضي يتميز بتراكم مفرط للأنسجة الدهنية، وهي تُعتبر الآن مرضًا حقيقيًا، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية أعلنتها "أول وباء غير معدٍ في التاريخ" (ديبريس، 2007، ص 5). يتزايد انتشار السمنة بين الأطفال والبالغين على حد سواء. وتُثير عواقبها طويلة الأمد قلقًا بالغًا، لا سيما بالنسبة للأطفال. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعاني ما يقرب من 10% من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا من السمنة في جميع أنحاء العالم. وقد أظهرت العديد من الدراسات وجود تشوهات سريرية وأيضية كبيرة مرتبطة بسمنة الأطفال، على المدى القصير والطويل. في الواقع، تؤدي السمنة التي تتطور خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة إلى زيادة تُقدَّر بنسبة 50 إلى 80% في معدل وفيات البالغين، وذلك لارتباط هذا المرض بارتفاع ضغط الدم والسكري ومضاعفات القلب والأوعية الدموية (هالا، ي.، 2008، ص 19). إن الزيادة السريعة في معدلات السمنة لدى الأطفال والمراهقين، والتي ستؤدي إلى مشاكل صحية وصعوبات اجتماعية، تبرر بذل جهود بحثية مكثفة لفهم محددات زيادة الوزن بشكل أفضل وتحديد استراتيجيات وقائية مناسبة. في الجزائر، تمهد التغيرات الهيكلية الاجتماعية والاقتصادية العميقة الطريق أمام تحول غذائي وديموغرافي يتسم بتغير نمط الحياة: عادات غذائية متغيرة (زيادة في استهلاك السعرات الحرارية، واضطراب في أنماط الأكل وتوازنه) وسلوكيات خاملة مرتبطة بانخفاض النشاط البدني والرياضة وزيادة في الأنشطة الخاملة (التلفزيون، ألعاب الفيديو). يخلق هذا التحول المفاجئ بيئة تُغير أنماط الحياة، حيث يمكن أن يُصاب الشخص المُعرض لزيادة الوزن بالسمنة. يكتسب عملنا أهمية بالغة نظراً للدور الذي تلعبه الدراسة الوبائية كأداة لصنع القرار ووضع الاستراتيجيات في مجال الصحة العامة. وتتمحور أهدافه الرئيسية حول: - تقدير مدى انتشار السمنة بين المراهقين في سن المدرسة، - تحديد العوامل الغذائية المرتبطة بالسمنة من حيث التوازن الغذائي. في الجزائر، نفتقر إلى بيانات وطنية حول زيادة الوزن والسمنة بين المراهقين. ولا تسمح لنا الدراسات المحلية التي أُجريت في مناطق معينة من الجزائر بتحديد مدى الانتشار على المستوى الوطني. مع ذلك، تُسهم هذه التقارير في رفع مستوى الوعي بحجم هذا الوباء. البيانات الوحيدة المتاحة لدينا هي تلك التي نشرتها دائرة علم الأوبئة والطب الوقائي في بوزارية (SEMEP) عام 2011، والتي قدّرت انتشار زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا بنسبة 18%. وأشارت نتائج دراسة أجرتها منظمة أولامارا عام 2005 إلى انتشار السمنة وزيادة الوزن بنسبة 9.92% بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عامًا. وفي سطيف عامي 2006/2007، كشف الفحص في المدارس عن معدل زيادة وزن بلغ 13.5%. وتشير تقارير أخرى من الخدمات الصحية إلى أنه في المنطقة الغربية من البلاد، في البيض وتينيات الحد، قُدّر انتشار زيادة الوزن (بما في ذلك السمنة) عام 2005 بنسبة 12%. وفي سيدي بلعباس عام 2007، وجدت دراسة أن انتشار زيادة الوزن والسمنة بلغ 8.3% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا. فيما يتعلق بالسمنة البطنية لدى الأطفال والمراهقين، على حد علمنا، هناك دراسات قليلة في الجزائر تتناول هذه المشكلة، والدراسة الوحيدة التي تمكنا من الحصول عليها هي دراسة بن محمد وآخرون (2010)، التي أجريت على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 19 عامًا، والتي تسلط الضوء على العلاقة بين السمنة البطنية لدى الأطفال وارتفاع ضغط الدم.